اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى شهداء المقاومة الاسلامية
السلام عليك ياأبا الفضل العباس
الحديث عن شخصية الامام العباس (ع) لايتم إلا إذا تطلعنا في السمات التي امتازت بها شخصيته(ع ( ومن هذه السمات انه (ع) عرف بباب الحوائج .
وهذه السمة لا يمكن أن يعرفها الإنسان جيدا إلا إذا عرف انه باب الحسين(ع) في كل شيء ،
ولذا البعض يتساءل لماذا اكثر ما نرى من المعاجز عند ضريح العباس اكثرممانرى ذلك عند ضريح الحسين (ع) ،
ولعله لأن العباس هو الباب للحسين في كل كرامات الحسين،
وليس المراد من الباب هو الباب السياسي كما يجعل الحكام لهم حجابا يحولون بين الناس والوصول إليهم ،
انما الباب هنا الباب المعنوي لكرامات ولصفات الحسين وفضائله وكراماته (ع) .
كما كان أبوه علي ابن أبي طالب بابا لرسول الله (ص) في كل شيء ،
في الإيمان والتقوى والعزة.. وغيرها من صفاته الشريفة وما العلم إلا طريقها إذ قال الرسول الكريم أنا مدينة العلم وعلي بابها. ولذا السيد محسن الحكيم (قده) كان إذا أراد أن يزور الحسين يمضي أولا لأبي الفضل العباس فيزوره ويأخذ منه الإذن لزيارة الحسين لأنه باب الحسين(ع.(ولو قال قائل ماهو السر في أن يكون قبر العباس عند الفرات والحال ان الحسين قائد رحيم والقائد الرحيم لا يترك الشهداء على الأرض تحت حر الهاجرة ،
ولذا كان الشهيد اذا سقط يأتي الحسين هو بنفسه ويحمله الى الخيمة التي أعدها للشهداء الا العباس تركه عند شاطئ الفرات
البعض يقو ل : ان العباس أقسم على الحسين بحق جده رسول الله ان لا يحمل جثته الى المخيم لأنه قد وعد سكينة بالماء فكيف تراه سكينة بتلك الحالة
والبعض يقول :بأن العباس كان صاحب عاطفة جياشة فكان يخشى على قلوب النساء والأطفال من تتفطر اذا شاهدوه بتلك الحالة فقال للحسين دعني عند الفرات
والبعض يقول :ان العباس كان مقطعا بالسيوف إربا إربا بحيث ان الحسين كلما رفع جانبا سقط جانب آخر فتركه عند العلقمي
الا ان أوجه الآراء أن الحسين تركه عند الفرات ليظهر مقامه الرفيع بأنه باب الحسين فلذا صار باب الحوائج
ولذا حتى حينما جاء زين العابدين بطريقة الاعجاز كان بمقدوره ان ينقلها إلى الحفرة التي حفرت للشهداء الا انه خط خطا وقال يابني اسد احفروا هاهنا قبرا لعمي العباس
وكلمة باب الحوائج في التراث الشيعي تطلق على أربعة :أحدها: الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (ع)لظهور آثار قضاء الحوائج عنده بحيث أصبح ذلك معروفا عند ألموا لف والمخالف
كما يذكر محمد ابن إدريس الشافعي شيخ الشافعية في كتاب تأريخ بغداد بأن مرقد الإمام الكاظم محلا لشفاء الأمراض الروحية والقلبية
وثانيها : البطل الصغير عبد الله الرضيع ذلك الطفل الذي قتل بين يدي أبيه الحسين وحينما احس بحرارة السهم اخرج يديه من القماط واعتنق رقبة أبيه الحسين(ع) لكي نتعلم من ذلك أمرين الاول مصيبة الرضيع المؤلمة والثانية ان الطفل ليس بينه وبين الله حجاب في الدعاء ولذا فقد كان الأئمة يربونا على هذه التربية
وثالثها : ام البنين ام العباس واخوته فهذه المرأة العظيمة بإخلاصها وتفانيها في نصرة الحق نالت وسام موضع قضاء حاجات الناس
ورابعها ابو الفضل العباس عليه السلام بنصرته ومواساته لسيد الشهداء صار موضع حاجات القاصي والداني وقد صار ذلك من المسلمات عند زواره ومحبيه
ولعل البعض يتسائل لماذا نرى الكرامات عند ضريح البعض اكثر منها عند ضريح الحسين (ع)؟
الجواب : لأن العباس هو باب كرامات ابي عبد الله الحسين عليه السلام واذكر لك كرامة منها ذكر احد الثقاة في النجف الأشرف وكان صديقا ملازما للمرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني ،
قال نقل الشيخ المرحوم الأميني انه ذات يوم جاء زائرا للعباس (ع) يشكوا الم ظهره الشديد ،
والذي استمر به الوجع لمدة ستة أشهر ،
يقول رحمه الله كنت واقفا اخاطب العباس وأترجاه بشفاء ظهري المتألم ،
واذا بالاثناء جاء أحد الرجال العشائريين ومعه شاب مريض جدا ،
فقال مخاطبا العباس (ع) : ياعباس هذا ولدي آنه جبته من أهلي الك ،
واريدك هسا اتشافيه ، يالله ياعباس !!شافي ابني !! كأنه يراه أمامه وأخذ يكلمه
يقول الشيخ الأميني رحمه الله : واذا بالشاب قد ارتعش وصحا من وقته وساعته ،
واذا بالصلاة على محمد وآل محمد قد ارتفعت في حرم العباس من الفرح ،
فقلت مرة اخرى للعباس (ع) يا سيدي هذا رجل ريفي قد نخاك أول مرة ، فشافيت ولده المحظور وأخرجته سالما وفرحت به الناس ، سيما والده ، وأنا انخاك وصار لي ستة اشهر !!فلم تعافيني من وجع ظهري ،
وأن الذي قد كتبت موسوعة ( الغدير عشرين جزء) وبكيت وخرجت من الحرم مهضوما.فنمت تلك الليلة ، وإذا بالعباس يجهر علي في المنام ويقول لي: ايها الشيخ الأميني أنت تعتب علي ، أن الرجل الريفي ، حينما يئس من ولده لم يذهب الى الأطباء ، وجاء الي رأسا ، وأنت أول ما ذهبت إلى الأطباء ، وان كنت تمن علينا بتأليف كتاب (الغدير) فان أبى أمير المؤمنين علي أوضح من الشمس .
ويقول الشيخ الأميني : فتركت العتاب على العباس عليه السلام وبقيت اصفي نيتي مثل الرجل العشائري الريفي ، أدعوا بهذا اللهم ارزقني علم العلماء ونية العوام.
واول من طلب حاجة من العباس في كربلاء في يوم عاشوراء سكينة ابنة الحسين حينما جاءت اليه قائلة عم ياعباس انا عطشانة