بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله والصلاة على خير الأنام محمد وآله الكرام أخلاق الصمود حقيقة الإنتظار للإمام المهدي ((ع))
ومن أهم الحقائق أن نعرف أن الإنتظار للفرج الإلهي والإنتظار لتحقق الوعد الإلهي بمجيء المهدي (ع) لا يصدق إلا بركنه الأساسي وهو الصمود ، أي إن الإنتظار معناه الحقيقي وتفسيره الحقيقي هو الصمود أمام كل المشاريع الدنيوية التي تريد أن تقدم نفسها كبديل عن المشروع الإلهي ، والصمود أمام طول الزمن الذي تختبر به الأمة والأجيال قبل تحقق الوعد الإلهي ، والصمود أمام كل عقائد
اليأس التي تبثها قوى الدنيا وتريد من المؤمنين أن يفقدوا ثقتهم بوعد الله وأن يجعلوا أملهم بالأسباب المادية وليس بالبشارة الإلهية والفرج الإلهي .. هذا يعني أن من لا يملك أخلاق الصمود فهو ليس منتظر ، ولن يتمكن من العمل بعقيدة الإنتظار حتى لو كان يتحدث عن المهدي (ع) ليلاً ونهاراً .. من لا يملك أخلاق الصمود كيف يقول إني منتظر ، والإنتظار هو الصمود أمام كل الأطروحات المتدنية وكل البدائل الوهمية ، وكل مشاعر اليأس وكل الغلبة المؤقتة للقوى الدنيوية ، من يملك أخلاق الصمود سوف يفوز فعلاً بصدق العهد مع ولي الله وسوف يستحق فعلاً شرف الخدمة بين يدي ولي الله وفي ثورته الإلهية المباركة .. ومن أهم ما في أخلاق الصمود لتحقق
الإنتظار الصادق هو الصمود أمام البدائل الدينية التي تقدم نفسها كبديل عن الإمام (ع) وكمنقذة للأمة أو للبشرية وكمقيمة للعدل الإلهي وكمطبقة للشريعة الإلهية ، فمن لا يملك أخلاق الصمود سوف يصدق بهذه البدائل ويتعصب لها ويخدع بها ويغتر بما تقدمه ، أما من يملك أخلاق الصمود فهو يعلم علم اليقين أن لا منقذ إلا المهدي (ع) ، ولا مقيم للعدل الإلهي إلا المهدي (ع) ، ولا مطبق
للشريعة الإلهية إلا المهدي (ع) ، لذلك نستطيع أن نعرف أن أصحاب الإمام وأنصاره هم الطليعة التي نجحت في الصمود أمام كل الأطروحات الدينية المتدنية ولم تعطي ولايتها المطلقة لأي أطروحة دينية أو رمز ديني قبل المهدي (ع) .. وأكثر من ذلك فإن أخلاق الصمود هي التي تجعل الإنسان لا يستسلم أمام قرارات الكثرة ، فالكثرة من الناس غالباً ما تختار الخيارات الأدنى والأكثر دنيوية والعاجلة ، وغالباً ما يضعف لديها اليقين بالتدخل الإلهي ويضعف لديها الأمل بالفرج الإلهي ، وبالتالي فهي تقبل بأنصاف الحلول .. فمن يملك أخلاق الصمود يستطيع أن يصمد أمام قرارات الكثرة ، أما من لا يملك أخلاق الصمود فسوف ينساق خلف ما تقرره الكثرة دائماً وخلف ما تختاره الكثرة دائماً .. والكثرة ضعيفة العلاقة بالمهدي (ع) ، ولذلك فهي دائماً تختار بدائل عن المهدي (ع) وكثيراً ما تكون بدائلها الدينية متمثلة بأشخاص لا يملكون علاقة قوية بالله سبحانه ، فتعظمهم وتقدسهم وتجعلهم مصدراً للشرعية الإلهية ، وتجعل أقوالهم وكأنها وحي مقدس وكأنها نص قرآني أو إلهي وتبالغ بذلك لتضفي على نفسها التدين ، وتضفي على إختيارها العصمة ، ولا طريق للمنتظرين سوى أن يحملوا أخلاق الصمود في داخلهم كي يصمدوا أمام هذه الخيارات ، وكي لا يعطوا الولاية إلا لولي الله ، وكي يعلنوا إفتقارهم للنصر الإلهي مهما طبل الآخرون لإنتصاراتهم الوهمية والمؤقتة ، فبهذا فقط يصدق الإنتظار للإمام (ع) بمعنى يصدق الصمود حتى مجيء الفرج الإلهي الحقيقي