لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله قالت فاطمة رضي الله عنها تندبه:
أبـــــــــــي وا أبــــــــــــــــتــاه أجـــــــــــاب ربــــــــا دعـــــاه
جنـــــــة الــــــــفردوس مـأواه مـــن ربــــــه مـــــــــا أدنــــاه
إلى جـــــــــبرائــــيل أنــــــعاه
ولما دفن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبلت على أنس بن مالك فقالت: يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وآله التراب؟ ثم بكت ورثته قائلة:
أغـــبر آفـــاق السماء وكـورت شمـس النهار وأظلــم العصران
فـــــالأرض من بعد النبي كئيبة أســفاً عـــــليـه كثيــرة الرجفان
فلــــيبكه شـــرق البلاد وغربها ولتــبكه مضـــــــر وكــل يمان
يــا خاتم الرسل المبارك ضوءه صلــــــى عـليك منزل القــــرآن
ثم أخذت قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينيها ووجهها ثم أنشأت تقول:
ماذا علـــــى من شم تربة أحمد أن لا يـشم مدى الزمان غـواليا
صـــبت عـــليَّ مصائب لـو أنها صـبت على الأيام عــدن لياليا(2)
3 ـ ومن جملة ما ينسب إلى فاطمة عليها السلام في رثاء أبيها:
نـــفسي على زفراتها محبوسـة يا ليتـــها خرجت مــع الزفرات
لا خير بـــعدك في الحياة وإنمـا أبكي مخافة أن تطول حياتي(3)
4ـ وقولها ترثيه صلى الله عليه وآله:
قـــل للمغــــــيب تحت أطباق الثرى إن كنت تـــــسمع صرختي و ندائيا
صبــــــت عــــــلي مصائب لو أنهـا صبت عــــلـى الأيام صـــــرن لياليا
قـــــد كنــــت ذات حمى بظل محمد لا أختـــــشـي ضيماً وكان جمـــاليا
فـــــاليوم أخــــــشع للذليل و أتقـي ضيمي وأدفــــع ظــــالمــي بردائيا
فـــــإذا بكــــت قـــــمرية فــي ليلها شجناً على غـــصن بــكيت صباحيا
فـــــلأجعلن الحــزن بعدك مؤنسـي ولأجعــــلن الــــدمع فيـــك وشاحيا
مــــاذا عــــــلى من شم تربة أحمـد أن لا يـشم مدى الزمان غواليا(4)
5 ـ قالت الزهراء عليها السلام:
إذا مـــــــات يـوماً ميـــــــتاً قل ذكـره وذكر أبـــــي مـــذ مــــات والله أزيـــد
تـــــذكــــرت لمــــــا فـرق الموت بينا فـــــعـزيت نـــفــــسي بـــالنبــي محمد
فـــــقلـــت لـــــه: إن المــمات سبيـلنا ومن لم يمت في يومه مات في غد(5)
6 ـ وقالت عليها السلام:
إذا أشـــتد شــوقي زرت قبرك باكياً أنـــوح وأشــــكو لا أراك مجاوبي
فــــيا ساكن الغبراء علمتني البكـاء وذكـــــرك أنـساني جميع المصائب
فــــإن كــنت عني فـي التراب مغيباً فما كنت عن قلبي الحزين بغائب(6)
7ـ عن محمد بن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليهما السلام يقول: جاءت فاطمة عليها السلام إلى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي صلى الله عليه وآله:
قـــد كــــان بــــــعدك أنباء وهنبثـة لو كنت شـــــاهدها لم يكثر الخطب
إنـــــا فـــــقدناك فقد الأرض وابلها واختل قــــومك واشهدهم ولا تغب