الظواهر اللغوية في قراءة الإمام علي (ع ) للقرآن
عرض : د. باقر الكرباسي - جامعة الكوفة
من إصدارات الهيأة الثقافية العليا لمكتب السيد الشهيد الصدر- مركز الهدى الثقافي، كتاب عنوانه (الظواهر اللغوية في قراءة الإمام علي (ع) للقرآن) للأستاذ المساعد الدكتور أنمار عبد الجبار جاسم ـ جامعة القادسية 2009.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول ومقدمة وقائمة بالمصادر والمراجع. وجاء في مقدمة الكتاب {قال عبد الله بن مسعود: قال لنا علي بن أبي طالب (ع): إن رسول الله (ص) يأمركم أن تقرؤوا القرآن كما عُلمتم، وروي عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي (ع)، وأفراد ابن مجاهد صاحب كتاب السبعة في القراءات كتابا عن قراءة الإمام علي بن أبي طالب (ع)} المقدمة ص 9.
درس المؤلف في الفصل الأول الظواهر الصوتية وقسمها على خمسة مباحث أولها الهمز والتسهيل بعدها الضبط والتحريك ومن ثم الإبدال اللغوي بعدها الزيادة والحذف. أما المبحث الخامس فكان ظواهر صوتية متفرقة. وفي الفصل الثاني فقد درس المؤلف الظواهر الصرفية وقسمها أيضا على مباحث أربعة أولها الأوزان والصيغ ومن ثم الأفراد والجمع بعدها المعلوم والمجهول، كما درس المؤلف أيضاَ التشديد والتخفيف ويعطي مثالا على ذلك في ص 117 من الكتاب فيقول: قرأ الإمام علي (ع) (فوسًطن) مشددة السين من قوله تعالى (فَوَسَطْنَ به جمعاَ) العاديات/5، على معنى التمييز وجعله شُقين ومعنى التخفيف فيه صِرْنَ في وسطه، والمعنى واحد وان كان َ في التشديد معنى التكثير.
قال الفَراء: (اجتمعوا على تخفيف (فوسَطن) ولو قرئت (فوسًطن) كان صواباَ، لأن العرب تقول: وسَطت الشيء ووسًطته، بمعنى واحد).
أما الفصل الثالث فقد درس فيه المؤلف الظواهر التركيبية فكان من أهم الفصول دراسة وبحثاَ، فقد قسم فصله الثالث هذا على أربعة مباحث (أولها كان التوحيد الإعرابي قائلاَ: تنوعت التوجيهات الإعرابية في قراءة الإمام (ع) وذلك تبعاَ لتنوع المعاني المرادة من النص القرآني، إذ وردت في قراءة الإمام (ع) مجموعة من الآيات الكريمة قرأ بها، وهي في أسمى ما تدل عليه معاني التعبير وأساليبه، وكان لعلماء العربيًة وأهل التفسير وقفاتٌ في عرضها وبيانها، (ص131) ... بعدها يدرس المؤلف التنوين والإضافة ومن ثم يبحث قضية الضمائر، ولآخر المباحث يدرس الأدوات والحروف.
أما عن المصادر والمراجع فقد كان استخدام المؤلف لها استخداما موفقاَ وعرض لمجموعة كبيرة منها.
ومن مزيات الكتاب أن مؤلفه كتب ملحقاَ تَرْجَمَ فيه القراء الأعلام الذين قرأوا القرآن ومن ثمَ كتب جدولاَ للآيات القرآنية التي درسها في الكتاب مرتبة حسب ترتيب المصحف الشريف، وعرض أيضا صوراَ لبعض خطوط القرآن الكريم القديمة.
الكتاب مفيد جداَ، ويجب قراءته لمعرفة الفروقات في الظواهر اللغوية بين قراءة الإمام علي (ع) وقراء القرآن من الأعلام العرب القدامى، وقد عودنا مركز الهدى الثقافي أن يطبع كتبا ثقافية مفيدة ولا ندري لماذا هذا التوقف؟